منتدى شباب الطليعة الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب الطليعة الثقافي

لا اله الا الله عدد ما كان, وعدد ما يكون, وعدد الحركات والسكون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجبرتــــــــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بسمة الحياة
عضـو ناشط
عضـو ناشط
بسمة الحياة


انثى
عدد الرسائل : 81
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 26/01/2009

الجبرتــــــــي Empty
مُساهمةموضوع: الجبرتــــــــي   الجبرتــــــــي I_icon_minitimeالإثنين فبراير 02, 2009 5:33 pm

بسم الله الرحنم الرحيم





ـــــ هو عبد الرحمن بن حسن بن عبد الرحمن الجبرتي , العالم المؤرخ , الذي و لد عام 1167ه - 1754م تنتسب اسرته الى مدينة "جبرت" الواقعة في ارض الحبشة . فقد وفد جده منها الى القاهرة ابتغاء للدراسة و تلقي العلم في الجامع الازهر , ثم استقر في مصر و تزوج فيها , فتتابع أحفاده يعيشون في ربوعها , و يمتزجون بأهلها , فظهر منهم العلماء و الفقهاء , حتى كان لهم في الأزهر رواق يسمى رواق الجبرتية , و كان والده الشيخ حسن رجلا ثريا ينتقل بين العلم و التجارة , شديد الولع بالعلوم الدينية و الطبيعية , و قد روى أن أحد وجهاء الأتراك كان شغوفا بهذه العلوم فسافر الى مصر , فأعياه البحث فيها فقال : عندنا بالديار الرومية " تركيا"نسمع أن مصر منبع الفضائل و العلوم , و لما جئتها ووجدتها كما قيل (تسمع بالمعيدي خير من ان تراه) , فدلّوه على الشيخ حسن الجبرتي , فلما زاره وجد عنده مبتغاه . كما يروى أن عدد من الطلاب الاوروبيين كانوا قصدوه , ليتعلموا على يده أصول الهندسة و فنونها , فأخذوا عنه اقامة طواحين الهواء و ألات الجر و استخراج الماء من باطن الأرض .
في هذا الوسط العلمي نشأ عبد الرحمن , فما كاد يتجاوز العاشرة من عمره حتى كان قد أتقن القراءة و الكتابة و حفظ القرآن , و تتلمذة على يد الشيخ الجليل محمد مرتضى الزبيدي صاحب المعجم اللغوي الواسع (تاج العروس) , و هكذا بدأ نجم الجبرتي يلمع بين أرباب العلم و السلطة .
عاش الجبرتي في عصر هو من أحلك العصور مصر ضلاما , و أشدها اضطرابا , فلقد كان علي بك الكبير قد أخفق في القبض على زمام الحكم و ادارة الأمور , فتولى السلطة جماعة من المماليك الأرقّاء , مما جعل المجتمع المصريّ يعيش حالة من الفوضى و الفساد , و يذوق ألوانا من الفقر و المرض و المجاعة , و هؤلاء المماليك ينعمون بخيرات البلاد و لا يلتفتون الى شؤون العباد . في هذا الجو المتجهم الكئيب كانت جماعة العلماء و من بينهم الجبرتي تحاول جاهدة أن تعزز كيانها و هيبتها , و أن تعمل لانقاذ المجتمع من المظالم و التخلف المريع , لعلهم يحفضون لمصر مكانتها في العالم الاسلامي .
في سنة 1213ه - 1798م قامت فرنسا بحملة عسكرية لاحتلال مصر بقيادة نابليون بونابرت , فقد حمل هؤلاء الفرنسيون معهم الى مصر اعرافهم و تقالدهم يجابهون بها على ما كان عليه المجتمع المصريّ المسلم من أعراف و تقاليد , فشجعوا على الاباحة و و الانحلال الأخلاقي , وخروج النساء الى الشوارع بوجوه مكشوفة , وكانو يشربون الخمر علنا و يأكلون في رمضان لا يراعون حرمته .
أمام هذا الغزو الداهم لم يجد العلماء بدا من الهرب خوفا على أنفسهم أن تزهق , فدعاهم بونابرت للاجتماع , طمئنهم فيه بأنه لن يمسّهم بأذى و حضرت فئة من العلماء الاوروبيين , أخذو يعرضون على علماء المسلمين ألوانا من تجاربهم الحديثة و أشكالا من التقدم الحضاري الاوروبي , بالاضافة الى فرقة مسرحية , كان الشعب المصري يقف مشدوها أمام هذه المشاهد الغريبة , لكن الجبرتي و صحبه ظلوا متحفضين من كل ما يعرض أمامهم حتى أنه وصف ذلك كله بأنه لعب أطفال تعرض علينا للتأثير فينا , لكننا لن نخدع ببساطة .
لم تظل اقامة الفرنسيين في مصر أكثر من سنتين , اذ داهمتهم الجيوش البحرية الانجلزية , ثم ما لبثت هذه الجيوش أن غادرت مصر , و عاد العثمانيون و المماليك من جديد و على رأسهم الوزير يوسف باشا عام 1216ه - 1801م . قدم الجبرتي الى يوسف باشا كتابا ألّفه في مساوئ الحكم الفرنسي سماه (مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيين) , أعجب به يوسف باشا اعجابا كبيرا , و رفعه الى السلطان العثماني الذي أمر بترجمته الى التركية .و منح للجبرتي مكافأة و وظيفة تحرير التقاويم و التوقيت , لكن الأمال التي انعقدت على هذا الحكم الجديد تلاشت مع أدراج الرياح , اذ عاد المماليك و الاتراك الى ظلمهم و فسادهم , وبعدها التمع نجم رجل حازم و اداريّ ناجح صمّم على اعادة البناء , انه محمد علي باشا , الذي قال عنه الجبرتي : انه اعتدى على مساتير الناس , و أغلق البيوت المفتوحة , لأن في طبعه داء الحقد و الشره و الطمع , و الاطلاع لما في يد الناس من أرزاق , و مؤرخنا كان واحد منهم . لكنه كان شديد الانصاف له لما قدمه من منجزات و مشروعات ناجحة , فقال عنه : فلو وفقه الله بشيئ من العدالة , على ما فيه من العزم و الرياسة و الشهامة و المطاولة , لكان أعجوبة زمانه و فريد أوانه .
من أهم الكتب التي خطتها أنامل مؤرخنا (عجائب الأثار في التراجيم و الأخبار) جاء في أربعة أقسام يختص الاول و الثاني منها استعراض الواقع المصريّ في ظل الحكم العثماني و الثالث بالأحداث التي وقعت في زمن الاحتلال الفرنسي , أما الرابع يختص بزمن حكم محمد علي باشا و ينتهي عند سنة 1820م .
كان للجبرتي ابن شاب يسمى خليلا , يعمل في قصر محمد علي ميقاتيا للصلات , و فوجئ الجبرتي في أحد الأيام بفئة من الناس تطرق عليه بابه , و تحمل على الأكف جثة ابنه خليل , و تخبره أنه قتل و هو في طريقه عائدا من قصر الباشا في شبرا .
و يتفتت قلب الجبرتي حزنا على ولده , و يداهمه المرض فلا يبارحه الداء , و لا تنقطع عينه عن البكاء , حتى فقد بصره , و وقف عن الكتابة , و اعتزل الناس مدة ثلاث سنوات . و في سنة 1241ه - 1825م أدركته الوفاة , فانتقل الى رحمة ربه تاركا للأجيال خلاصة تجاربه و عصارة ثقافته .





ملاحظة : المعيدي هو شاعر نحيل الجسم قصير القامة و سليط اللسان , استدعاه الملك "النعمان بن المنذر" بعد أن استأمنه على حياته , فدهش عند رؤيته وقال : تسمع المعيدي خير من أن تراه , فردّ عليه :أيها الملك ان الرجال ليست ابلا و انما المرئ بأصغريه , قلبه و لسانه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجبرتــــــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب الطليعة الثقافي :: المنتدى الثقافي والأدبي :: أدب وأدباء-
انتقل الى: