المخدرات وتأثيرها على الصحة
توجد الآلاف الأنواع من العقاقير التي أنتجت من اجل معالجة أمراض معينة أو خلل في أجهزة الجسم واستخدامها بشكل خاطئ يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الصحة فيسبب الإدمان وبعضها يؤدي إذا أخذت مع أدوية أخرى أو مشروبات روحية وجرعة مفرطة قد تؤدي إلى الوفاة لهذا يجب أن يكون تناول الأدوية عموماً بأمر الطبيب وبإشرافه
لقد أطلق أقران السوء والشريرون من المتاجرين بمستقبل الشباب وصحتهم وسعادتهم - بل وبحياتهم نفسها - على بعض هذه العقاقير التي يستخدمها الأطباء لتخفيف الآلام المبرحة وبعض الأمراض العصبية والنفسية لفظ المخدرات هذه العقاقير تحدث تغييرات في وظائف الجهاز العصبي قد تترتب عليها تغيرات في الأحاسيس أو المشاعر أو السلوك وتختلف هذه العقاقير في طريقة عملها في الجهاز العصبي ولكن غالباً ما يكون فعلها عند المشتبكات العصبية وعلى الأخص في الدماغ ويترتب على ذلك آثار في الإحساس والتفكير والذاكرة والسلوك العاطفي والحركي للإنسان
تصنف العقاقير التي اشتقت منها المخدرات إلى عدة أنواع أهمها:
المنبهات : ومنها مركبات الامفيتامين والكافيين
يستعمل الامفيتامين لمعالجة البدانة ولمقاومة التعب والإرهاق العصبي وكذلك يستعمله الرياضيون لزيادة نشاطهم ولكن مركبات الامفيتامين تسبب الأرق ثم الاكتئاب والانهيار ويؤدي الإدمان إلى الهلوسة والاختلالات وقد تحدث الوفاة في هذه المرحلة
الكافيين
Caffeien هو المادة الفعالة في القهوة والشاي ويضاف إلى الكوكا كولا والمشروبات المشابهة ويستخدم في بعض الأدوية لموازنة الأثر المنوم لبعض المواد الداخلة في تركيبها ويؤثر الكافيين في الجهاز العصبي المركزي فيزيد من التنبه واليقظة ويقلل من الشعور بالتعب والملل والنعاس ولهذا قد يعين على أداء الأعمال الرتيبة المملة ولكنه لا يرفع من كفاءة المرء في أداء الأعمال الذهنية المعقدة ولو انه يساعد على بقاء المرء يقظاً لانجازها
والإسراف في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين يسبب الأرق والتوتر وسرعة الانفعال كما انه يرفع نبض القلب وضغط الدم وقد يتعودها الإنسان فيشعر بالضيق والصداع عند الانقطاع عنها ولذا ينبغي أن نتجنبها في تناولها ولا نقع أسرى لها
المهدئات والمنومات:هذه المواد تعارض فعل المواد التي تنقل النبضات في المشتبكات العصبية
(ومنها النواردارينالين) وبذلك تمنع انتقالها وعلى الأخص في التكوين الشبكي والمراكز :العليا للدماغ وهي أنواع كثيرة نذكر منها
مشتقات الأفيون التي تستخرج من نبات الخشخاش واهم مشتقات الأفيون ما يلي:
المورفين: ويستعمل كمسكن قوي للآلام الشديدة خصوصاً مثل السرطان ويستعمل أيضا في بعض حالات الإسهال
يؤثر المورفين على الجهاز العصبي المركزي فيحفر بعض المراكز العصبية ويثبط المراكز الأخرى عن طريق التفاعل مع المستقبلات الخاصة به كما انه يريد من توتر صمامات الجهاز الهضمي ويقلل من حركة الأمعاء وإفرازاتها
يؤدي تناول جرعات من المورفين إلى غثيان وتقيؤ وإسهال والى هبوط في الجهاز التنفسي وحدوث الإغماء
عقاقير التخدير أهمها: الكوكايين : الذي يستخرج من نبات الكوكا وهي شجرة تنمو في المنحدرات الشرقية لجبال الانديز تقطف أوراقها عدة مرات على مدار أيام السنة ثم تجفف وتخزن وتتراوح نسبة الكوكايين فيها ما بين
6.5 - 12 ملغم يستعمل الأطباء الكوكايين كمخدر موضعي في عمليات العين إلا انه استبدلت به أدوية أخرى حديثة ويرجع التأثير الدوائي للكوكايين لفاعليته في منع وصول النوربنفرين
Norpinephrine إلى نهايات الأعصاب الودية والكوكايين منشط قوي على شكل مسحوق ابيض يؤدي إلى تعلق نفسي شديد به من المريض من الصعب التغلب بالتنبه والارتياح وقد يؤدي إلى الخوف والاضطراب وفي نهاية الأمر يفضي إلى مرض نفسي وان الاستعمال المتواصل للكوكايين يدمر نسيج الأنف المخاطي كما يؤدي استعماله إلى زيادة في سرعة النبض وتوسع في حدقة العين والهلوسة في النظر والسمع والجرعة القاتلة منه تقدر بحوالي غم وريدياً
مسببات الهلوسة أهمها: الحشيش والماريجوانا : المستخرجان من نبات القنب الهندي الذي ينمو في المناطق الحارة وهما تؤثران في القشرة وأجزاء أخرى من الدماغ
يدخن الحشيش في الغالب ويؤدي إلى الإحساس بالتسامي حيث يشعر المتعاطي بالهدوء والسرور ويخيل إليه انه حصل على تقرير وتمييز عميق للألوان والأنغام وموضوعات الحديث ولكنه يبدو للعيان كمن أصيب بتسمم وجرعة إضافية قد تغرقه في النوم ويمكن استعمال الحشيش كمسكن ومضاد لتقلص العضلات ومضاد للاختلاجات
يؤثر الحشيش على الوعي والإدراك وتظهر تأثيراته على النحو التالي:
زيادة معدل النبض واحمرار الملتحمة جفاف الفم والحنجرة ودوار وغثيان وتقيؤ أحيانا زيادة الشهية وشعور المتعاطي بالجوع
يشعر المتعاطي بالخمول ويتلوه الاكتئاب وعدم الاهتمام بعد تعاطيه بفترة طويلة
تعرض المدمن لالتهاب القصبات الهوائية والربو الالتهاب الأنفي ويمكن التعرف على متعاطي الحشيش من ضحكاتهم الصاخبة الطويلة وتتولد لدى المتعاطي حالات الشك والارتياب من الآخرين
عقار الهلوسة : وهو احد المخدرات القوية جداً والمعروف اليوم بين المنحلين من الشباب في الغريب
يفسد هذا العقار عمل التكوين الشبكي في التحكم في الرسائل الحسية الصاعدة إلى المخ فتختلط هذه الرسائل وتتشوه وفي بداية الأمر يشعر متعاطي العقار بالضعف والدوار والغثيان ثم يفقد شعوره بالزمان والمكان وبذاته وتختلط الأمور عنده حتى انه يرى الأصوات ويسمع الألوان ويغرق في بحار الأوهام والتخيلات التي قد يكون بعضها رهيباً
من الصعب تشخيص المتعاطي للمخدرات عشوائياً إلا إذا حصل ذلك فعلاً أمام الفاحص أما لدى المتعاطين المفرطين والمدمنين فهناك أعراض واضحة مألوفة للتعاطي ومنها:
- تغيرات متعاقبة في المزاج وتشاؤم وإحباط يصبح عدائياً وهائجاً وفقدان الشهية وجفاف الفم والشعور بالعطش وفقدان الاهتمام بالهوايات والرياضة وتنقطع علاقته بالأصدقاء والأقارب والعائلة وبعض من يتعاطون العقار لا يعودون إلى عقلهم أبدا
إن شريعتنا الحكيمة قد حرمت الخمر تحريماً قاطعاً كما أن كثيراً من الفقهاء يحرمون هذه العقاقير المهلكة قياساً على الخمر ومن القاعدة التي نستمدها من القرآن الكريم (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) - البقرة 195 فيجب علينا أن نحمي أنفسنا من نزعات الشيطان ووسوسة قرناء السوء وان ننتبه إلى أن التجربة البسيطة قد تكون أول خطوة في منزلق خطير لا يؤدي إلا إلى هلاكنا وغضب الله علينا فلنحافظ على عقولنا وأجسامنا ولنتق الله في هذه النعمة التي من الله بها علينا