عدد الرسائل : 911 العمر : 44 المزاج : متفائلة وسام التميز : تاريخ التسجيل : 25/10/2008
موضوع: حواء سائـــقة تاكســـي الخميس يناير 15, 2009 8:49 pm
بسم الله الرحمن الرحـــــــيم
أول سائقة تاكسي في الإمـــارات إليكم الحوار الذي جرى بينها و بين صحفية مجلة سيدتي
كونك أول امرأة إماراتية سائقة تاكسي، ما هي الدوافع التي دفعتك لاختيار هذه الوظيفة؟ هي المواقف التي رأيتها من صعوبة توفر مواصلات النقل، ورؤية الكثير من النساء يقفن على الشارع لفترات طويلة، وكثيراً ما رأيت بعض سائقي التاكسي يسعون لاستغلالهن، سواء من حيث المبالغة في سعر التوصيل لمسافات قصيرة، أو الإساءة إليها بالتلميح، أو أنه يطلب منها التوقف أمام بيته ليحضر شيئاً، وهذا يخيف المرأة كثيراً، ثم إن كل السائقين الجدد لا يعرفون أماكن البلد، وإن طلبت منهم امرأة لا تجيد السياقة توصيلها، فهم يطلبون عبر موبايلها أحداً في المكان نفسه ليدلهم. وهذا الأمر أزعجني حقيقة، ودفعني لخدمة فئة النساء، ونقلهن بسيارتي الخاصة، أما الدافع الثاني فهو لمساعدة زوجي في دخل أسرتنا ودعم أولادي الـ 11 في دراستهم. < ما هي ردود فعل من حولك، سواء كانوا من "أسرتك، أقاربك، والمجتمع"؟ تلقيت تشجيعاً ودعماً كبيرين من زوجي، الذي ساندني لممارسة هذه المهنة، فهو فخور بي ولا يرى في هذه الوظيفة عيباً أو عاراً عليه، وأيضاً أبنائي لم يعترضوا على هذه المهنة. كما أنني تلقيت أيضاً الثناء ممن حولي سواء أهلي أو جيراني، ومن الناس الذين أنقلهم، وشجعوني على الاستمرار في هذه المهنة ورفعوا من شأني < يعني لم يسئ إليك أحد؟ عبر منتديات الإنترنت، راحوا يملأون فراغهم بعبارات مثل: "ليس عندنا حريم سائقات ولماذا تسوق"؟ فبادر أولادي بالرد والدفاع عني في وجه الأشخاص الذين أساؤوا إليّ بأن أمنا تنقل "الحريم"، كي تساعد زوجها في تربية الأولاد، كما أن لنا جاراً لمّح باستغراب ولم نردّ عليه، وبعد فترة جاءتني زوجته لتسأل كيف تتمكن أن تعمل مثلي؟. < ممن أيضا تلقيت التشجيع من خارج نطاق الأسرة والعائلة؟ من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث تم طلبي لمشروع التوطين. < هل تلقيت عروضاً من شركات النقل للعمل معهم كسائقة؟ تلقيت عرضاً من شركة الغزال على العمل معهم لمدة 9 ساعات في اليوم براتب قدره 1500 درهم كبداية، وعلى أن يزيد الراتب عند استلام العمل إلى 4000 درهم. ولكنني لم أباشر بالعمل معهم. < لماذا؟ لأن المواطن يستلم أجراً أكثر من الوافد، وأنا أريد ما لا يقل عن 7 آلاف، فـ 1500 درهم ليس عدلاً. < لماذا تسعين للتعاقد مع شركة للنقل إذن؟ حبي لأكون أول امرأة تعمل كسائقة تاكسي. مع العلم أن ممارسة هذه المهنة بسيارتي الخاصة أفضل لي من التعاقد مع الشركات. < ألا تجادلك النساء في السعر؟ القليل منهن، لأنني أنقل بنات علية القوم.
قصصي مع النساء < عندما تنقلين النساء، هل لاحظت عليهن علامات الاستغراب، كونك امرأة تعمل في مجال نقل الركاب؟ لا بالعكس لم أواجه أي نوع من الاستغراب، بل قمن بتشجيعي، حيث إن بعض زميلاتي عندما رأينني متحمسة في عملي وسعيدة، تشجعن للعمل في نفس المجال. وعادة ما أتحدث كثيراً معهن في الطريق، وأسايرهن بقصص من الحياة. عملي أحياناً يشبه عمل الكوافيره التي تتحدث مع النساء ريثما تنتهي من شعرهن، وأنا ريثما أوصلهن. < هذا النوع من المجال الوظيفي قد يكون صعباً على المرأة، خصوصا أنك أم، فهل تواجهين صعوبات بالتوفيق بين بيتك وعملك؟ أبداً، لأنني انظم جدولي على نظام معين، حيث أقوم بتوصيل أبنائي إلى المدارس والجامعات، وأعود إلى البيت لأتمّ أعمالي المنزلية، أما عملي كسائقة فيكون بالاتفاق مع زبائني، سواء كنّ معلمات أو طالبات، وعادة ما يكون موعده عند انتهاء دوامهن وذلك بعقد اتفاق شهري. < هل التحقت بوظائف أخرى غير مهنة القيادة؟ قبل أن أعمل في وظيفة القيادة، عملت في القوات المسلحة، وتوقفت عن العمل لأسباب أسرية خاصة، وقدمت طلبات لوظائف في أكثر من مكان؛ ولكن لم يقبلوها بسبب شهادتي الإعدادية لذلك لجأت لهذه الوظيفة.
ابنتي تساعدني < هل تمانعين إذا أرادت إحدى بناتك العمل في مثل هذا المجال؟ لا بالعكس لا أمانع، وكما ذكرت سابقا ليس هناك عيب في هذه الوظيفة. حيث إن بناتي طالبات جامعيات، ويقمن بمساعدتي أحياناً عند انشغالي ببعض الأعمال المنزلية، فإحدى بناتي قبل أن تتوظف كانت توصل الفتيات لبيوتهن
وافقت على الراتب! نائل فقيه، مدير التسويق في شركة غزال، يرحب مجدداً بقدوم صبحة إليهم، وتابع: "عندما تقدمت، عرضنا عليها شروطنا، والتي كانت بحاجة لموافقات أمنية وبعض الإجراءات الروتينية، وعندما طلبناها للعمل قالت إنني وجدت عملاً آخر، وفجأة رأيناها تظهر في الصحف باحثة عن عمل، رغم أنها كانت موافقة على الراتب ونحن بالمقابل سعداء بعمل سيدة إماراتية معنا". < هل استأتم لأنها ستلتزم بنقل النساء فقط؟ لا، لأننا كنا سنرتب لها برنامجاً خاصاً، رغم أن الآسيويات اللواتي يعملن لدينا، ينقلن الرجال والنساء، ولكن سأعيد أمر تراجعها لدراستها للراتب مجدداً، لكنها لم تخبرنا أنها ستتركنا بسبب الراتب.
أبو عبيد: إلا الرجال
«سيدتي» تحدثت مع أبي عبيد، زوج صبحة، الذي بدا متفهماً جداً لطبيعة عملها وإن بدت غير مألوفة لدى أغلب الإماراتيين، وقال: "أرى عمل زوجتي عادياً إن كانت تنقل النساء والأطفال أما الرجال فلا! "الحرمة حرمة"، فالنساء يتعرضن للتحرش، أو أن يركب معها مدمن مخدرات أو سكير، كل شيء جائز، وبظني أن الرجال أنفسهم لن يطمئنوا إن نقلتهم امرأة! أما السياقة فلا أخاف عليها منها، أنا نفسي علمتها إياها قبل أن تدخل المدرسة. وعمّا إذا كان قد سمع أي تعليقات سلبية عن عمل زوجته، تابع: ليست تعليقات سلبية بقدر ما هو استغراب، فهم يسألونني: كيف أتتك الشجاعة، وتركتها تعمل سائقة؟، حتى التعليقات عبر الإنترنت واجهناها أنا والعيال بكثير من المزاح، لأنني أصلاً كنت متوقعاً لكل كلمة. لماذا لم تتعين زوجتك في شركة الغزال؟ لأنها لو عملت عندهم سيكون التأثير سلبياً على باقي الموظفين، الذين سيطالبون برفع رواتبهم، وسيحصل تقاعس، فهم يتقاضون بين 1200 – 1500 درهم، وبعمل شاق. ألم يعارض أحد من أولادك عمل أمه؟ بالعكس، فليس في عائلتنا أي تعقيد، ولكن إحدى بناتي سألتني: "هل حقاً ستعمل أمي سائقة"؟ فقلت لها نعم، كأنها كانت تريد أن تنقل انطباعاً، ومضى الأمر على ذلك.
رأي علم الاجتماع
الدكتور عقيل كاظم، اختصاصي علم الاجتماع، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة الإمارات، بدأ حديثه بالتساؤل مستغرباً: ما الدواعي التي جعلت المرأة الإماراتية في الوقت الحاضر تعمل سائقة سيارة؟ إما أن يكون السبب اقتصادياً، أو اجتماعياً، أو ثقافياً، أو كل الأسباب مجتمعة معاً، فمن الجانب الاقتصادي الدولة وفرت فرص العمل للنساء، وثقافياً ازداد وعي المرأة بارتفاع نسبة المتعلمات من جهة، وزوال تأثير القيم والعادات والتقاليد من جهة أخرى، حيث أصبح لها مركزها وكيانها الاجتماعي. واجتماعياً أصبحت الأسرة نووية مقارنة بالماضي، حيث كانت المرأة تعيش في حي وقرية واحدة، وعندما تتزوج، كانت تعيش في القرية نفسها التي فيها أهلها. بينما الأسرة الآن تفرقت، والبيوت انتشرت في كل الأماكن، فاستقلت المرأة مع زوجها بعيداً عن أهلها، وحاجتها لزيارة الأهل، وقضاء أمورها أجبرتها على القيادة حتى لا يكون العبء فقط على الرجل". وعن رأيه الشخصي هو يقف بشدة مع قيادة المرأة كسائقة، لأنه يعطيها كيانها والاعتماد على النفس وكذلك الدكتورة الاختصاصية في علم الاجتماع سلامة الرحومي، تشجع السائقة صبحة، ولكن إن كانت ذات شخصية قوية وقيادية، وترى أن وظيفتها لا تخالف العادات والدين، وبعيدة عن الشبهات، وتابعت: "عن نفسي أفضل أن توصل أولادي إلى المدرسة امرأة، وأنا أطالب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتوطين هذه المهنة بنسبة 10 % لأن كثيرات سيتبعنها على الطريق، أما أن الشركة لم تقدم لها عرضاً يعجبها، فالعقد شريعة المتعاقدين، وكل يفكر في مصلحته