سوف أتزوجكِ قريباً
تقول إحدى الفتيات : أنا فتاة في المرحلة الجامعية ، متفوقة متميزة في دراستي وأخلاقي .. خرجت ذات يوم من الجامعة وإذا بشابٍ ينظر إليًّ وكأنه يعرفني ، ثم مشى وراءي وهو يردد كلمات صبيانية ثم قال :
إنني أريد أن أتزوجكِ ، فأنا أراقبك من مدة وأعرف أخلاقك وآدابك .. فسِرت مسرعة مرتبكة وتصببت عرقاً حتى وصلت بيتي منهمكة ولم أنم ليلتي من الخوف ..
تكررت معاكساته لي ، وانتهت بورقة ألقاها على باب منزلي ، أخذتها بعد تردد ويداي ترتعشان فإذا هي مليئة بكلمات الحب والاعتذار .. وبعد سويعات اتصل بي هاتفياً وقال : قرأتِ الرسالة أم لا ؟
قلت له : إذا لم تتأدب أخبر عائلتي والويل لك .
بعد ساعة اتصل مرة أخرى متودداً إلي بأن غايته شريفة ، وأنه ثري ووحيد وسيحقق كل آمالي ، فرقَّ قلبي واسترسلت معه في الحديث .
بدأت أنتظر اتصالاته وأبحث عنه عند خروجي من الجامعة ..
رأيته يوماً فطِرت فرحاً .. وخرجت معه في سيارته نتجول في أنحاء المدينة ، وكنت أصدقِّه عندما يقول لي : إنني أميرته وسأكون زوجته.
وذات يوم خرجت معه كالعادة فقادني إلى شقة مفروشة ، فدخلت معه وجلسنا سوياً وامتلأ قلبي بكلامه .. وجلست أنظر إليه وينظر إليَّ .. وغشانا غاشية من عذاب جهنم ، ولم أدرِ إلا وأنا فريسة له وفقدت أعز ما أملك .. قمت كالمجنونة .. ماذا فعلت بي ؟
قال : لا تخافي ؛ أنا زوجكِ .
كيف وأنت لم تعقد علي ؟
قال : سوف أعقد عليكِ قريباً ..
ذهبت إلى بيتي مترنحة وبكيت بشدة وتركت الدراسة ، ولم يفلح أهلي بمعرفة علَّتي .. وتعلقت بأمل الزواج ..
اتصل بي بعد أيام ليقابلني .. ففرحت وظننت أنه الزواج .
قابلته وكان متجهِّماً فبادرني قائلاً : لا تفكري في أمر الزواج أبداً ؛ نريد أن نعيش سوياً بلا قيد .
ارتفَعَت يدي وصفَعَته دون أن أشعر وقلت : كنت أظنك ستصلح غلطتك .. ولكني وجدتك رجلاً بلا قيم ..
ونزلت من السيارة باكية فقال : انتظري من فضلك .. سأحطِّم حياتك بهذا ، ورفع يده بشريط فيديو .. سألته ما هذا ؟
قال : تعالي لتشاهدي .
ذهبت معه فإذا الشريط تصوير كامل لما دار بيننا من الحرام.
قلت : ماذا فعلت يا جبان يا حقير .
قال : كاميرات خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة .. سيكون بيدي سلاحاً إذا لم تطيعي أوامري .
أخذت أبكي وأصيح .. فالقضية تمس عائلتي ، ولكنه أصرَّ فأصبحت أسيرة له ينقلني من رجل إلى رجل ويقبض الثمن ..
وانتقلت إلى حياة الدعارة وأسرتي لا تعلم ..
انتشر الشريط فوقع بيد ابن عمي ، وعلم والدي ، وانتشرت الفضيحة في بلدي وتلطخ بيتنا بالعار .. فهربت لأحمي نفسي .. وعلمت أن والدي وأختي هاجرا هرباً من العار .
عشت بين المومسات يحركني هذا الخبيث كالدمية ، وقد ضيع كثيراً من الفتيات وخرب كثيراً من البيوت .. فعزمت على الانتقام ..
ذات يوم دخل علي وهو في حالة سكر شديد فاغتنمت الفرصة وطعنتة بسكين فقتلته وخلصت الناس من شره .. وأصبحت وراء القضبان .
وقد مات والدي بحسرته وهو يردد : حسبنا الله ونعم الوكيل ، أنا غاضب عليكِ إلى يوم القيامة .. فما أصعبها من كلمة .