بسم الله الرحمن الرحيم
قال أحمد شوقي : نظرة فابتسامة فسلام...فكلام فموعد فلقاء ...
انطلاقا من هذا البيت نرى مراحل نشأة العلاقة العاطفية بين الشاب و الفتاة , و هذا بعد الاعجاب , اما بالشخصية أو الجمال أو الوسامة أو الرقة و الحنان , أو طمعا في المال و الجاه و للأسف كما يفعله البعض , و هناك دوافع أخرى كلّ حسب طبيعة تفكيره.
ان النهايه الطبعية لكل علاقة عاطفية هي الزواج , و هذا الأخير أصبح في عصرنا يكلف الكثير , و انعدام المادة يعني فشل العلاقة و انتهاء الأحلام , فالشاب اذا تخلى عن حبيبته يقدم عذرا و قد يكون مقبولا , و ذلك لأنه لا يمكنه تحقيق الأحلام التي وعد بها و بالتالي يضحي بحبه لها , فتصاب الفتاة بالاحباط و تندب حظها و ربما تتعقد اتجاه الرجال و لا تثق بهم على الاطلاق , كما أن العلاقة تأثر على مستقبلها و خاصة أن مجتمعنا لا يرحم , فنهاية هذه العلاقة تطرح عدة تساؤلات و تتبعها اشعات مغرضة .
أما الفتاة هي ايضا تقدم أعذارا حين تتخلى عن حبيبها و ذلك لأنها تخاف أن يفوتها قطار الزواج أو أنها و جدت من يحقق أحلامها , و من هنا يتعقد الشاب و يميل الى الانحراف أحيانا أو يصل الى حد الانتحار لا سمح الله , كما فعل شاعر عاشق , كان يطرح تساؤلاته و يكتبها على حجر و عندما يعود لها يجد الاجابة من شاعر
س : فيا معشر العشاق لله خبروا
اذا حلّ عشق بالفتى كيف يصنع ؟
ج : يداري هواه و يكتم سرّه
و يخشع في كلّ الأمور و يخضع
س : كيف يداري و الهوى قاتل الفتى
و في كل يوم قلبه يتقطع
ج : اذ لم يجد صبرا لكتمان سره
فليس له سوى الموت أنفع
ثم كتب الشاعر هذا البيت و قتل نفسه!
سمعنا و أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي الى من كل للوصل يمنع
و من هذا المنطلق نرجو من الشباب و الشبات أن لا يتورطوا في علاقات عاطفية مبكرة , و يجب التريث قليلا و تكوين النفس و ضمان المستقبل و دراسة الموضوع من جميع الجوانب حتى اذا وعد و فّى و بالتالي لا يتلاعب بمشاعر غيره ببناء أحلام و همية لا حقيقة لها .
بسمة الحياة