بسمة الحياة عضـو ناشط
عدد الرسائل : 81 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: ابن الأثيــــــــــر الإثنين فبراير 02, 2009 4:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ـــــ هو عزّ الدين أبو الحسن علي بن محمد الجزري , العالم و المؤرخ الذي ولد عام 555ه - 1160م في جزيرة ابن عمر القريبة من الموصل , و الذي يمتد نسبه العريق الى بني شيبان . نشأ في اسرة عرفت بالعلم و الثقافة , و الثراء و السيادة , فقد كان والده محمد رجلا تاجرا يملك القرى و الضّياع , و تكثر صلته بالحكام و الملوك , ربّى أولاده على العلم و سلكوا طريق المعرفة , اذا كان عز الدين الابن الأصغر اختص في التاريخ فان مجد الدين الابن الأكبر اختص بالعلوم الدنية و اللغوية , و ضياء الدين أصغرهم اختص بالعلوم الأدبية . انتقل الى الموصل ليتعلم على أيدي شيوخها في المساجد و المجالس , حتى طابت له الحياة فيها , فاتخذها مستقرا له و مقاما . أخذت مكانة ابن الاثير العلمية و الاجتماعية تزداد سموا يوما بعد يوم لدى معاصريه من اهل العلم و الحكم , كان بيته ملتقى الادباء و الشعراء و الفقهاء . سافر الى دمشق و هناك مهدت له منزلته المرموقة السبيل الى الاتصال بالرجال البارزين من ابناء الأسرة الايوبية , حتى أنه أصبح من المقربين من الفاتح العظيم صلاح الدين الايوبي فكان يخرج معه في غزواته للقتال الصلبيين و يشاهد المعارك و يراقب الوقائع , و يجعل ذلك كله مادة موثّقة من مواد كتابه التاريخي . و قال عن صلاح الدين يوم استعادة بيت المقدس عام 583ه : ..فعاد الاسلام غضّا طريا , وهذه المكرمة من فتح بيت المقدس لم يفعلها بعد عمر رضي الله عنه غير صلاح الدين , و كفاه ذلك فخرا و شرفا. عاصر عز الدين ابن الاثير بداية الزحف التتاري الهمجيّ سنة 616ه الذين خرجوا من بلاد الصين نحو البلاد الاسلامية يدمرون و يحرقون و يقتلون , الى أن تم لهم الاستلاء على بغداد 656ه , فسجل في تارخه تفاصيل تلك الحادثة العظمى مستنكرا تخاذل الحكام المسلمين و انشغالهم في خصوماتهم عن التصدي لهؤولاء المغيرين فقال :لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هاته الحادثة استعظاما لها . كارها لذكرها ..فمن الذي يهون عليه ذالك , فيا ليت أمي لم تلدني , و يا ليتني متّ من قبل هذا و كنت نسْيا منسيا . أحب ابن الأثير و عشق علم التاريخ و اقتنع بفائدته و نفعه , فتفرغ له و وهبه جلّ حياته , و رآى أن الملوك و الحكام اذا قرؤوا التاريخ و رآوا ما جرى لكل طاغية من قبلهم , و ما ألم بهم , ارتدعوا و راعوا الله في أعمالهم و دنياهم . خلف لنا بن الأثير كتب تاريخية قيمة أهمها (الكامل) سجل فيه تاريخ العالم الاسلامي , (التاريخ الباهر) سنة 608ه سجل فيه تاريخ الدولة الأتابكية التي أسسها عماد الدين زنكي في الموصل (أسد الغابة في معرفة الصحابة) و هو معجم أبجدي مرتب على حروف المعجم , ذكر فيه تراجم الصحابة الكرام الذين اسلموا في عهد رسول الله عليه الصلات و السلام ,رجالا و نساء و عددهم 7554 و يرى أن معرفة الصحابة و سيرتهم أمر ضروري للمسلمين , (اللباب في تهذيب الأنساب) جمع فيه تراجم رواة الحديث و من يلحق بهم , و رتبهم و فق ألقابهم و أنسابهم , وليس المراد تسلسل الأباء و الأجداد , و انما المراد الأنساب الى البلد أو قبيلة أو صناعة أو تجارة . كان ابن الأثير رجلا مكّملا في الفضائل و كريم الأخلاق و كثير التواضع و مشتهرا بالصلاح و التقوى . و في سنة 630ه -1232م كانت و فاة عزّ الدين ابن الأثير بعد حياة حافلة بالعلم و العمل و الانتاج , فظلت كتبه مراجع لا يستغنى عنها في معرفة التاريخ الاسلامي الخالد. | |
|