طرق لخدمة الإسلام عبر الإنترنت
مايعيشه العالم من ثورة عارمة في مجال المعلومات يضع المسلمين على ثغرة كبيرة تحتاج إلى تظافر الجهود والإمكانيات لسدها، ويعد الإنترنت نتاج هذه الثورة، فكيف يمكن الاستفادة من هذه الشبكة العالمية في خدمة الإسلام؟ هناك عديد من الطرق والأساليب التي يقدر الكثير منا عليها لاسيما ممن يتعامل مع هذه الشبكة.
أولاً: إنشاء مواقع نافعة:
وهذه أهم وسيلة لخدمة الدين، والمقصود بالمواقع النافعة كل موقع يستفيد منه (المتصفح) في دينه أو دنياه، ولاشك أن الموقع الديني هو الأهم خاصة أن المواقع الإسلامية لا تزال قليلة مقارنة بالمواقع غير الإسلامية، وأقل من ذلك المواقع الإسلامية الصافية من الشوائب والدخن، ولابد من مراعاة بعض الأمور في إنشاء مثل هذه المواقع، من أهمها:
1_
أن يسبق إنشاء الموقع دراسة واقعية يتم من خلالها تحديد الهدف من الموقع وطبيعته ومدى حاجة الناس إليه، وفائدة مثل هذه الدراسة أن نتفادى التكرار في المواقع ونسخها، فإن كثيراً من المواقع تتشابه في المضمون إلى حد بعيد وإن اختلفت في الظاهر، فنجد أن الموقع يبدأ من حيث بدأ غيره ويعيد التجارب والأخطاء بسبب عدم اطلاعه على منجزات الآخرين.
2- أن يشرف على الموقع لجنة شرعية متخصصة أو على الأقل أحد العلماء أو طلاب العلم، حتى لا يعرض الموقع ما يخالف شرع الله.
3- أن يستقل الموقع بذاته قدر الإمكان، بمعنى أن لايكون تابعاً لموقع آخر ممن يقدمون خدمة تصميم المواقع مجاناً، وإن لم يكن بد من الاستعانة بمثل هذه المواقع فليكن الموقع المضيف من المواقع التي لا تعرض ما يخالف الدين والأخلاق، والذي جعلني أقول ذلك أنني رأيت موقعاً يعنى بالقرآن وتحفيظه، ولكنه يعرض بعض الصور السيئة حين التنقل بين صفحاته، والسبب أن موقعهم تم تصميمه من خلال موقع لايبالي بعرض مثل هذه الأمور، فلذا ليست لديهم سيطرة تامة على موقعهم.
4-التصميم الجيد للموقع، وهذا يتطلب أموراً منها:
- حسن اختيار عنوان الموقع، وهذا يتطلب ثلاثة أمور: أن يكون العنوان سهل التذكر، وهذا يستلزم أن لايكون طويلاً، والثاني: أن يدل العنوان على محتوى الموقع، والثالث: أن يكون العنوان جذاباً يلفت انتباه المتصفحين.- استعمال أساليب الجذب والتشويق للزائر، وهذا لايتم إلا باستخدام تقنيات الوسائط المتعددة
(وتعني دمج النص والصوت والصورة والعروض المرئية والرسوم المتحركة في بيئة واحدة) وحينها يطلق على الموقع أنه تفاعلي Interactiv، ولايقصد - بالطبع- شحن الموقع بالمؤثرات الصوتية والرسومية أو برمجيات الجافا، فإن كثرة مثل هذه الأمور قد تزعج كثيراً من المستخدمين ناهيك عن البطء الناتج عنها.
- مراعاة التصميم لطبيعة الموقع والهدف منه إن كان تجارياً أو تعليمياً أو إخبارياً ونحو ذلك.- أن يكون الموقع سهل الاستخدام ويحقق مفهوم الصداقة مع المستخدم user friendly.
- الاهتمام بالفصحى وجعلها لغة الموقع الأساسية في جميع الصفحات.
- أن يدعم الموقع أكثر من لغة لاسيما اللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية.
- التعميم أو التخصيص بشرط الجودة، فإما أن يتخصص الموقع في جانب معين (علمي- دعوي- إيماني- تربوي- جهادي- سياسي- المرأة المسلمة)، وقد يتخصص كل جانب من هذه الجوانب في فرع من الفروع، فالموقع العلمي قد يهتم بالعقيدة أو بالفقه أو بالحديث النبوي أو بالقرآن وعلومه وهكذا، وبذلك يجعل الموقع كل ثقله في الجانب الذي تخصص فيه فيلم به إلماماً جيداً، بحيث يكون مرجعاً لجميع الزوار في الجانب الذي تخصص فيه، أو أن يكون الموقع عاماً شاملاً فيجمع بين جوانب مختلفة من علم ودعوة وتربية.. إلخ، وبغض النظر عن الاختيار تعميماً أو تخصيصاً فالمهم التركيز على جودة المحتوى.
إدارة الموقع من حيث صيانته من الاختراق وأمن بياناته وملفاته وكذلك تحديثه بين فترة وأخرى، بما يجذب الزوار، وهناك شركات تسمى تقدم مثل هذه الخدمة- أعني إدارة الموقع من جميع النواحي- تتولى القيام بمثل هذه المهام، إضافة إلى أن هناك برمجيات تسمى Web Server Software تقوم بالإشراف على كفاءة الموقع، من حيث سرعة تحميل الصفحة الرئيسية Home page، وكذلك معرفة الروابط Links المنقطعة بين الصفحات وغير ذلك.
ثانياً: استخدام البريد الإلكتروني E- Mail :
بالرغم أن البريد الإلكتروني كان معروفاً قبل الإنترنت إلا أن الإنترنت أشهره، خصوصاً أن حصول أي مستخدم على بريد إلكتروني مجاني يعد من الأمور السهلة جداً، وتحرص كثير من المواقع على منح هذا البريد لأغراض خاصة بهم!
ونستطيع خدمة الإسلام عن طريق هذه الأداة من بعض الجوانب أهمها:
الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بإرسال رسائل إلى جميع أهل الأرض مسلمهم وكافرهم، فأما المسلم فقد يكون مقصراً أو واقعا في معصية أو بدعة فينبه لذلك وينصح ويوعظ ويذكر، قال الله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. وأما الكافر فبدعوته إلى الإسلام وعرضه عليه وإيراد الشبهات عليه والتي أقل الأحوال أنها تزعزع ثقته بدينه.
وعناوين مثل هؤلاء الأشخاص يمكن الحصول عليها من طريق الصحف والمجلات السيارة التي تهتم بنشر عناوين قرائها.
2- طلب العلم وذلك من خلال مراسلة العلماء وطلاب العلم وسؤالهم حول مايحتاجه الإنسان من أمور دينه، وكذلك النساء يستطعن استخدام البريد في طرح أسئلتهن الخاصة دون خجل.
3-صلة الرحم وذلك من خلال مراسلة الوالدين والأهل - إن كانوا ممن يستخدم مثل هذه التقنيات- ومراسلة الأصحاب والخلان.
لاشك أن البريد الإلكتروني أفضل بكثير من البريد العادي أو حتى الممتاز من حيث عامل الوقت وعامل الكلفة، وعلى الإنسان أن لا يستصغر مثل هذه الرسائل إنما هي كبسة زر وتصل إلى المدعو، فإن قرأها فالحمد لله، وإن لم يقرأها فالأجر ثابت إن شاء الله على دعوتك، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، وقال عليه الصلاة والسلام: «لاتحقرن من المعروف شيئاً».
واجعل شعارك في رسائلك الدعوية عبر البريد الإلكتروني (خير الكلام ما قل ودل) فلا تحشو رسالتك بالكلام الكثير وتذكر أن هناك رسائل أخرى تصل إلى المرسل إليه.
[/size]