منتدى شباب الطليعة الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب الطليعة الثقافي

لا اله الا الله عدد ما كان, وعدد ما يكون, وعدد الحركات والسكون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة........قصة.......قصة........

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نسيــــــــم
مشرف منتدى الإسلامي
مشرف منتدى الإسلامي
نسيــــــــم


ذكر
عدد الرسائل : 357
العمر : 41
الموقع : allochabab.c.la
المزاج : جيد جدا
وسام التميز : قصة........قصة.......قصة........ Storm_12
تاريخ التسجيل : 19/10/2008

قصة........قصة.......قصة........ Empty
مُساهمةموضوع: قصة........قصة.......قصة........   قصة........قصة.......قصة........ I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 05, 2008 12:05 am

استيقظ فهد صباحاً باكراً على غير عادته !
فمـن عادته صباحَ كلِّ يوم أن يستيقظ مبكراً ليذهب إلى عمله ، إلا يوم الخميس فإنه يتأخر في استيقاظه . لكنه اليوم استيقظ مبكراً .. ومن طبعه في مثل هذا اليوم أن يفتح عينيه .. ويظلَّ مُسترخياً في فراشه الوثير إلى ما بعد العاشرة .. أليس هذا اليوم عطلة ؟ أحلى الأيام عنده يوم الخميس ..
يفتح عينيه .. وينظر إلى سقف الغرفـة ويسبح في خيالات سعيدة .. كلُّ الشباب في مثل سنة يحلمون أحلام يقظة .
استيقظ هذا الخميس باكراً على غير عادته .. كما أنه لم ينم جيداً على غير عادته أيضا .. فقد كان يتقلب في فراشه طوال الليل الطويل .. وكأن شوكاً عالقاً في فراشه .. بل إنه لم يحسَّ بأنه غفا ساعة أو بعض ساعة .
كما أنه لم يمكث في فراشه ويُناظر السقف .. لأن أحلام اليقظة لم تُراوِدْه هذا الصباح .. وهو نفسه لم يُرِدْها .
فما أن انجلت الظلمة ، وحلَّ نور الصباح الباكر ، حتى نهض متثاقلاً متكسِّراً ، كأنه أَمضى ليلته في خفـارة مُضْنية .. ومشى متثاقلاً نحو حديقة المنزل .. وارتمى على أول كرسي صادفه ، وأسند رأسه المرهق بكلتا يديه .. وراح ينظر إلى بعض الزهرات المنحنية من حمل ندى الصباح .. فظنها مهمومةً مثله ، فأحنت رأسها .
وبينما كان فهد ساهماً ينظر إلى الزهرات النديَّة جاءه الخادم بكأس شاي حمراء ساخنـة .. فأخذها منه من غير أن ينظر إليه ، أو حتى يكلمه .. كما أنه لم يردَّ على الخادم حين ألقى عليه تحية الصباح بلهجته العربية المكسرة :
- صباح الخير بابا ..
كان فهد غارقا في بحر همومه التي يراها حملاً يصعب على كتفيه أن يحملاه .. مع أنـه كان يجب أن يكون سعيداً للأحداث الجديدة التي تمرُّ بحياته .
فمنذ شهرين عقـد قرانه على سعاد ابنة عمه ، التي يحبها حباً أشبه بالجنون .. وهي كذلك تبادله هذا الحب .. ومن عادته أن يزور أهلها مساء كل خميس .. يحمل معه هدية لبيت عمه ، وقرنفلات بيضاء .. يجب أن تكون بيضاء ، لأن سعاد تحب القرنفل الأبيض ..
حتى بائع الأزهار ما عاد يسأله عن طلبه ، لأنه صار يعرف طلبه . فما أن يلمحه يدنو من باب محله حتى يسرع إلى إعداد القرنفل الأبيض الذي اعتاد هذا الفتى أن يشتريه مساء كلِّ خميس .
أجل ..
اليوم خميس .. وهل سيذهب إلى بيت عمه وهو في هذه الحالة من الاكتئاب ..؟! كـم تمنى هذا الصباح ألا يكون اليوم يوم خميس .. حتى لا يذهب إليهم .. ليس لأنه لا يريد رؤية سعاد .. حاشا لله .. فهي حليلته ، ونور عينيه .
وكـم كان يتمنى – قبل هذا اليوم – أن تكون الأيام كلها أيام خميس .. حتى يلقاها .. وينعم برؤيتها .. ويسعد بكلامها .. إلا هذا اليوم الذي تعكَّر فيه مزاجه .
إنه لا يريد أن يذهـب إلى بيت عمـه لأنهم سيسألونه .. عن عشّ أحلامه .. وأحلامُـه تتمثل في أن يضمه بيت واحد هو وسعاد .
ولكن كثرة سؤالهم .. وتكرار إلحاحهم هـو الذي جعله يملُّ الحديث حوله .. وسماعه .. فمهما يحب المرء شيئاً لا يريد الإكثار من الحديث فيه .
إنه الآن يحيا مع والديه واخوته الأربعة .. كلهم شبان ، وهو كبيرهم يعيشون في منزل استأجره والدهم في منطقة الأحمدي بانتظار تخصيص وزارة الإسكان أرضاً لهم كي يبنوا عليها منزلهم .
وهو كذلك لم يعـد سعيداً في منزل أبويه الصغير الذي يتكون من أربع غرف وصـالة ، يسكنه أبواه ، واخوته الأربعة .. وخادم يقوم على خدمتهم كأنهم في علبة سردين .. والفرق بين أهله وبين السمك في علب السردين أن أهله أحيـاء ، يريدون أن يقفزوا من هذه الشقة المؤجَّرة .. طلباً للحرية ، أما السمك فميت في هذه العلبة .
وعليه هو عبء منح أهله هذه الحرية .. وهو أولهم في طلبها . ولهذا بدأ يتململ من البقاء فيه .. فأمه تدفعه إلى التعجيل بالزواج لتنعم بكنَّتها التي تعوِّض بها عن ابنتها التي لم يرزقها إياه الله .. وكثيراً ما كانت تردد شوقها هذا ..
لو أن الله منَّ عليَّ بابنة تكون رفيقة لي في حياتي .. ولا مانع عنـدي أن لو كانت بنتي واحـدة من هؤلاء الصبيان .. عدا فهد طبعاً لأنه بكرنا .
يا الله ! .. ما أعجب هذا الخلق ! مَن رزقهم الله ذكوراً يتمنون الإناث .. ومن رزقهم إناثاً يحنّون إلى الذكور .. ومن لم ينجبوا يَدعون ربهم لو أنه يرزقهم بوليد واحد .. أنثى كان أو ذكراً .. أما الذين رزقوا من الجنسين فتراهم متضايقين لكثرة المشاكل والقلاقل في المنزل !
فأمُّه تلاحقه .. وتستعجله .. تريد ابنة لها .
وأبوه ؟ أبو فهد .. ينتظر يوم السعد الذي يتزوج بِكرُه .. ويلد له ولداً يسميه ناصر على اسمه ليخلده .. وتكثر به ذريتـه .
يذكر فهد منذ كان طالباً في الإعدادي .. سمع أبوه يكلم أمه ، بأنه سجل طلب تخصيص رعاية سكنية في وزارة الإسكان ، وقال لأمه آنئذ :
- هـذا المنزل الصغير لا يتسع كـي نزوج فيه فهد والأولاد .. بعد عشر سنوات يأتي دورنا ويكون فهد قد تخرج من الجامعة .. وطلب الزواج .
عجيبٌ أمر هؤلاء الأباء ! .. كم يتعبون في تفكيرهم لبناء مستقبل أبنائهم ! وضحك فهدٌ الطالبُ الإعدادي من أحلام أبيه .. ولكنه آمن فيما بعد أن عقول الآباء أعظم من عقول الشباب .. فقد تحقق حلم أبيه ، وغدا واقعاً .. وفي الوقت نفسه غدا واقعُ فهد حلماً .. وليته يتحقق .
لقد سئم فهد من سماع هذا الشريط الطويل المملّ الذي يسمعه من والديه كل صباح ومساء .. كما أنه يسمعه من اخوته .. وهم يقنِّعونه :
- يا أخي عَجِّل .. تزوج وخَلِّصنا .. تزوج حتى يأتي دورنا بعدك .. أنت تعطل أحلامنا .
هَه ! ما أسخف اخوتي !
ينظنون أن الزواج سهل هذه الأيام .. الزواج اليوم من مشكلات الشرق الأوسط العريضة ..
في القديم كان الفتى يعقد قرانه على شريكة أحلامه .. وقد لا يراها إلا ليلة دخلته .. وعلى الفانوس الهزيل .. ويستقلُّ في غرفةٍ من منزل أبيه . وقد تكون هذه الغرفة غرفة العزوبية . وتفرش الغرفة بأهم الضروريات .. والسلام . هكذا كان أبوه يحكي له ولاخوته .. ما أبسط حياة آبائنا ؟!
أما اليوم .. فالأمور معقدة .. المهر غالٍ .. والمتطلبات لا يحتملها الفتى .. والحصول على مسكن مناسب مشكلة كبـيرة .. ولهذا بدأ الآباء يفكرون مسبقا لحل هذه المعضلة .
كما أن مَـلءَ المنزل بالكماليات ضرورة ملحَّة قبل الأشـياء الأساسية . وسيارة للزوجة .. أو سائق .. وخادم .. وخادمة .. وعُقَدٌ لا حلَّ لها ولا نهاية .
وأطرق فهد رأسه نحو الزهرات .. ليراها رفعت رأسها .. فقد تبخَّر ما كان عليها من قطرات الندى .. لأن الشمس مدت بعض أشعتها ، مُنذرةً بيوم محمومٍ بحر شديد . ولمح خيوط الشمس تنساب أمامه من بين وريقات الشجر . ولكن خيوط أشعة الشمس ضَلَّت طريقها بسبب نسمات صباحية .. هدَّأت من روعه .. وقد تخف الحرارة قليلا إن استمرت النسمات منطلقة في الأجواء . وحاول أن يرفع رأسه كما رفعته الزهرات فلم يستطع .. ذلك أن الهموم لا تتبخر من الرأس المهموم ببساطة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Sawsan
المنتدى الثقافي والأدبي
المنتدى الثقافي والأدبي
Sawsan


انثى
عدد الرسائل : 922
العمر : 37
المزاج : هادئة
وسام التميز : قصة........قصة.......قصة........ Storm_12
تاريخ التسجيل : 09/11/2008

قصة........قصة.......قصة........ Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة........قصة.......قصة........   قصة........قصة.......قصة........ I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 05, 2008 9:14 pm

مشكور اخي على هاته القصة الجميلة و التي فيها افادة و عبر و امثال نفس الوقت جزاك الله الف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة........قصة.......قصة........
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب الطليعة الثقافي :: المنتدى الثقافي والأدبي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: