ان الموضوع نوع ما طويل لكن انصحكم بقراءته
نشأ محمد بشعب بني هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل ، واختار له جده أسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب .
وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر من أحبار اليهود وسألهم من أين أنتم ، فأجابوا أنهم من مكة ، فأخبرهم أنه في مكة يخرج نبي يقال له محمد ، فعقد كل واحد منهم أن يسمي أبنه محمداً عسى أن يكون ذلك النبي . وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر، و لتقوى أجسامهم ، و تشتد أعصابهم ، و يتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، فقدم نساء من بني سعد إلى مكة ولم يكن يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي . و قد عاش في بني سعد حتى سن الرابعة من مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه ، ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد و خادمتها و بينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب والأم ، و كانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ، ولما بلغ محمد ثماني سنوات توفى جده عبدا لمطلب بمكة و رأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق أبن أخيه على أكمل وجه ، و كان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بني سعد ، و في مكة لأهلها على قراريط ثم انتقل إلى عمل التجارة حين شب .
كان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداء رسول الإسلام كانوا يضعون أماناتهم عند رسول الإسلام .
-من أسمائه:
*محمد:رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
-من صفة الحمد هو الذي يحمد على أفعاله ثم يحمد ثم يحمد فلا يحمد مرة واحدة ولكنه يحمد مرات ومرات ومرات من جمال أفعاله فصار محمداً
*أحمد:
صفة تفضيل المقصود بها أحمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كمحمد
*الماحي:
الذى يمحو الله به الكفر فبعده اختفت عبادة الأصنام من جزيرة العرب
*الحاشر:
يحشر الناس خلفه يوم القيامة فأول من يتقدم الناس يوم القيامة هو رسول الإسلام و هو أول من يشفع يوم القيامة و أول من تقبل شفاعته و أول من تفتح له أبواب الجنة و أول إنسان يدخل الجنة
*العاقب:
هو النبي الذي لا نبي بعده
زواجه بخديجة:-
أول زواج لرسول الله محمد بن عبد الله كان بـ خديجة بنت خويلد , امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، تستأجر الرجال في مالها ، و تضاربهم بشيء تجعله لهم ، و كانت قريش قوماً تجاراً ، فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما بلغها من صدق حديثه ، بعثت إليه واستأجرته ، وكانت تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، و لما رجع إلى مكة بتجارتها و رأت في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا ، وجدت ضالتها المنشودة . و كان الرؤساء و السادات يحرصون على زواجها فترفض ، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضي بذلك ، و تم الزواج و كان سنها آن ذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين ، و هي أول امرأة تزوجها و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت و كل أولاده منها سوى إبراهيم و مات البنين كلهم في صغرهم ، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن و هاجرن ، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته .
-النبوة والعهد المكي:-
كان الشرك و عبادة الأصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش و الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها و يلتجئون إليها و يستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالإضافة إلى انتشار الرذائل مثل الزنا و شرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد كانت مجموعة من القبائل المتناحرة و المتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
المسيحية واليهودية كانتا موجودتان أيضا في شبه الجزيرة العربية ومن أشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره.
-غار حراء:-
لما قارب النبي محمد سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه و بين قومه ، و حبب إليه الخلاء ، فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى وقته في العبادة و التفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها من قدرة مبدعة ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك ، و لكن ليس لديه طريق واضح ، ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان اختياره لهذه العزلة تدبير الله له ، و ليكون انقطاعه عن شواغل الأرض و ضَجَّة الحياة و هموم الناس التي تشغل الحياة ، وكانت نقطة تحول واستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم ، لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض ، و تعديل مسار التاريخ ... قدّر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .
-جبريل يتنزل بالوحي:-
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الله محمد وهو في غار حراء ، حيث جاء جبريل ، فقال : أقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ - أي لا أعرف القراءة ) ، قال : ( فأخذني فغظني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : أقرأ، قلت : مـا أنـا بقـارئ ، قـال : فأخذني فغظني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : أقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغظني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : (( أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علمالإنسان ما لم يعلم )) .سورة العلق : 1 - 5 ، فأدرك رسول الإسلام أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الإسلام يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : (ما لي؟) فأخبرها الخبر ، ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت خديجة : كلا ، و الله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقرى الضيف ، و تعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة إلى أبن عمها ورقة بن نوفل و كان حبراً عالماً قد تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . و قد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض ، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض ، فذهب إلى خديجة فقال : [ دثروني ، دثروني ] ، وصبوا على ماءً بارداً ، فنزلت : (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ )) .المدثر : 1 - 5 ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحي ينزل ويتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .